كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قال: فإلى من سكن منكم أبوكم بعده؟ قالوا: إلى أخ له أصغر منه.
قال: فكيف تخبروني أنه صديق، وهو يختار الصغير منكم دون الكبير؟ وكيف تخبروني أنه هلك، وبقي قميصه؟ فلو: كان اللصوص قتلوه، لأخذوا قميصه، ولو كان الذئب أكله، لمزق قميصه.
فأرى كلامكم متناقضًا.
احبسوهم.
ثم قال: إن كنتم صادقين في مقالتكم، فخلفوا عندي بعضكم، واتوني بأخيكم هذا حتى أنظر إليه: {فَإِن لَّمْ تَأْتُونِى بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِى وَلاَ تَقْرَبُونِ} قالوا: اختر أينا شئت، فارتهن شمعون، ثم أمر بوفاء كيلهم، فذلك قوله تعالى: {وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ} يعني: كال لهم كيلهم، وأعطى كل واحد منهم حمل بعير، ثم: {قَالَ ائتونى بِأَخٍ لَّكُمْ مّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنّى أُوفِى الكيل وَأَنَاْ خَيْرُ المنزلين} يعني: أفضل من يضيف، ويكرم الذي نزل به: {فَإِن لَّمْ تَأْتُونِى بِهِ} أي: بالأخ: {فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِى} فيما تستقبلون: {وَلاَ تَقْرَبُونِ} يعني: ولا تستقبلوا إليَّ مرة أخرى، فإني لا أعطي لكم الطعام.
قال الزجاج: القراءة بالكسر يعني: بكسر النون وهو الوجه.
ويجوز: {وَلاَ تَقْرَبُونِ} بفتح النون، لأنها نون الجماعة كما قال: {قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِى على أَن مَّسَّنِىَ الكبر فَبِمَ تُبَشِّرُونَ} [الحجر: 54] بفتح النون.
قال: ويكون: {وَلاَ تَقْرَبُونِ} لفظه لفظ الخبر، ومعناه: النهي.
قوله تعالى: {قَالُواْ سنراود عَنْهُ أَبَاهُ} يعني: سنطلب من أبيه أن يبعثه معنا: {وَإِنَّا لفاعلون} يعني: لصانعون ذلك فنطلبه من أبيه ليبعثه ويقال: وإنا لضامنون ذلك: {وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ} قرأ حمزة، والكسائي، وعاصم، في رواية حفص: {لِفِتْيَانِهِ} بالألف والنون وقرأ الباقون: {لِفِتَيْتِهِ}.
فقال أهل اللغة: الفتيان والفتية بمعنى واحد، وهم الغلمان والخدم.
يعني: قال يوسف لغلمانه وقومه الذين يكيلون يعني الطعام: {واجعلوا بضاعتهم في رِحَالِهِمْ} يعني: دسوا دراهمهم في رحالهم.
يعني: في جواليقهم: {لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا} يعني: يعرفون كرامتي عليهم: {إِذَا انقلبوا} يعني: إذا رجعوا: {إلى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} الثانية.
قال الفراء: فيها قولان:
أحدهما أن يوسف خاف ألا يكون عند أبيهم دراهم، فجعل البضاعة في رحالهم، لعلهم يرجعون، ولا يتأخرون عن الرجوع بسبب الدراهم.
والقول الآخر: أنهم إذا عرفوا بضاعتهم، وقد اكتالوا الطعام، ردوها عليه، ولا يستحلون إمساكها، لأنهم أنبياء الله تعالى، لا يستحلون إمساك مال الغير: {فَلَمَّا رَجِعُوا إلى أَبِيهِمْ قَالُواْ يأَبَانَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الكيل} فيما نستقبل يعني: الحنطة، وأخبروه بالقصة.
قالوا: {فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا} بنيامين: {نَكْتَلْ} يعني: يشتري هو، ويكيلون لنا: {وَإِنَّا لَهُ لحافظون} من الضيعة حتى نرده إليك.
قرأ حمزة والكسائي: {يَكْتَلْ} بالياء.
وقرأ الباقون بالنون.
فمن قرأ بالياء، يعني: هو يكتال لنفسه، لأنهم كانوا لا يبيعون من كل رجل إلا وقرًا واحدًا.
ومن قرأ بالنون، فمعناه: أن الملك قد أخبر أنه لا كيل لنا في المستقبل.
فلو أرسلته معنا، فإنا نكتال منه، فلما أخبروه بذلك: {وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ} يعقوب عليه السلام: {هَلْ امَنُكُمْ عَلَيْهِ} يعني: هل أئتمنكم عليه: {إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ على أَخِيهِ} يوسف: {مِن قَبْلُ} ومعناه: هكذا قلتم لي في أمر يوسف، ولا أقدر أن آخذ عليكم من العهد أكثر ما أخذت عليكم في يوسف من قبل.
قرأ ابن مسعود: {هل تحفظونه إلا كما حفظتم أخاه يوسف من قبل}.
{فالله خَيْرٌ حافظا} منكم إن أرسله معكم.
{وَهُوَ أَرْحَمُ الرحمين} حين أطعته ولابد أن أرسله.
قرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص: {حافظا} بالألف.
وقرأ الباقون: {حافظا} بغير ألف، والحافظ الاسم، والحفظ: المصدر.
قوله تعالى: {وَلَمَّا فَتَحُواْ متاعهم} يعني: أوعيتهم وجواليقهم: {وَجَدُواْ بضاعتهم} يعني: دراهمهم: {رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُواْ} لأبيهم: {قَالُواْ يأَبَانَا مَا نَبْغِى} يعني: ما نكذب.
إنه ألطف علينا وأكرمنا: {هذه بضاعتنا} أي: دراهمنا: {رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا} يعني: نمتار لأهلنا.
يقال: مار أهله، وأمار لأهله، إذا حمل إليهم قوتهم من غير بلده.
يعني: ابعثه معنا، لكي نحمل الطعام لأهلنا: {وَنَحْفَظُ أَخَانَا} من الضيعة: {وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ} أي: حمل بعير من أجله.
روى الأعمش عن إبراهيم، عن علقمة، أنه كان يقرأ: {رُدَّتْ إِلَيْنَا} بكسر الراء، لأن أصله رددت.
فأدغمت إحدى الدالين بالأخرى، ونقل الكسر إلى الراء وهي قراءة شاذة.
ثم قال: {ذلك كَيْلٌ يَسِيرٌ} يعني: سريع، لا حبس فيه إن أرسلته معناه ويقال: ذلك أمر هين الذي نسأل منك.
{وَقَالَ} لهم يعقوب: {لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حتى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مّنَ الله} يعني: تعطوني عهدًا وثيقًا من الله: {لَتَأْتُنَّنِى بِهِ إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ} قال الكلبي: إلا أن ينزل بكم أمر من السماء، أو من الأرض.
وروى معمر عن قتادة أنه قال: إلا أن تغلبوا حتى لا تطيقوا ذلك.
وقال مجاهد: {إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ} يعني: تهلكوا جميعًا.
وقال الفراء: إلا أن يأتيكم من أمر الله تعالى ما يعذركم.
{فَلَمَّا ءاتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ} يعني: أعطوه عهودهم: {قَالَ} يعقوب: {الله على مَا نَقُولُ وَكِيلٌ} يعني: كفيلًا.
ويقال: شهيدًا.
ثم: {قَالَ يَاءادَمُ بَنِى لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ} قال يعقوب لبنيه، حين أرادوا الخروج: يا بني لا تدخلوا من باب واحد.
يعني: إذا دخلتم مصر، فلا تدخلوا من سكة واحدة، ومن طريق واحد؛ ويقال: من درب واحد: {وادخلوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرّقَةٍ} يعني: من سكك متفرقة، ومن طرق شتى.
لكي لا يظن بكم أحد، أنكم جواسيس.
ويقال: خاف يعقوب عليهم العين لجمالهم، وقوتهم، وهم كلهم بنو رجل واحد.
فإن قيل: أليس هذا بمنزلة الطيرة، وقد نهي عن الطيرة قيل له: لا.
ولكن أمر العين حق.
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يرقي من العين، ويتعوذ منها للحسن والحسين.
ثم قال: {وَمَا أُغْنِى عَنكُمْ مّنَ الله} يعني: من قضاء الله: {مِن شَئ إِنِ الحكم} يعني: ما القضاء: {أَلاَ لِلَّهِ} إن شاء أصابكم العين، وإن شاء لم يصبكم.
{عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ} يعني: فوضت أمري، وأمركم إليه: {وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المتوكلون} يعني: فليثق الواثقون.
قوله تعالى: {وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم} من السكك المتفرقة: {مَّا كَانَ يُغْنِى عَنْهُمْ مّنَ الله مِن شَئ} يعني: حذرهم لا يغني من قضاء الله من شيء.
يعني: إن العين لو قدرت أن تصيبهم، لأصابتهم وهم متفرقون، كما تصيبهم وهم مجتمعون: {إِلاَّ حَاجَةً في نَفْسِ يَعْقُوبَ} يعني: حزازة في قلبه، وهي الحزن: {قَضَاهَا} يعني: أبداها، وتكلم بها.
ويقال: معناه لكن لحاجة في نفس يعقوب قضاها: {وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لّمَا عَلَّمْنَاهُ} يعني: علم يعقوب أنه لا يصيبهم إلا ما أراد الله تعالى، وقدر عليهم.
وعلم أن دخولهم في سكك متفرقة، لا ينفعهم من قضاء الله تعالى من شيء.
ويقال: معناه أنه عالم بما علمناه.
ويقال: {لَذُو عِلْمٍ لّمَا عَلَّمْنَاهُ} أي: لتعليمنا إياه.
ويقال: لذو حظ لما علمناه.
ثم قال: {ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَعْلَمُونَ} أنه لا يصيبهم إلا ما قدر الله تعالى عليهم.
قوله تعالى: {وَلَمَّا دَخَلُواْ على يُوسُفَ} يعني: إخوته: {اوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ} يعني: ضمّ إليه أخاه بنيامين: {قَالَ إِنّى أَنَاْ أَخُوكَ} قال بعضهم: أخبره في السر أنه أخوه.
وقال بعضهم: لم يخبره.
ولكن معناها: إني لك كأخيك الهالك.
فأنزلهم يوسف منزلًا، وأجرى عليهم الطعام والشراب، فلما كان الليل أتاهم بالفرش، وقال: لينام كل أخوين منكم على فراش واحد.
ففعلوا.
وبقي الغلام وحده فقال يوسف: هذا ينام معي على فراشي.
فبات معه يوسف، يشم ريحه.
ويقال: لما كان عند الطعام، أمر كل اثنين ليأكلا في قصعة واحدة، وبقي بنيامين وحده، فبكى وقال: لو كان أخي في الأحياء، لأكلت معه.
فقال له يوسف: إني أنا أخوك، يعني: بمنزلة أخيك: {فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} يقول: لا تحزن بما يعيرون يوسف، وأخاه بشيء.
قوله تعالى: {فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ} يعني: كال لهم كيلهم: {جَعَلَ السقاية} يعني: وضع ودس الإناء: {فِى رَحْلِ أَخِيهِ} بنيامين، فخرجوا، وحملوا الطعام، وذهبوا.
فخرج يوسف على أثرهم، حتى أدركهم: {ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذّنٌ} يعني: نادى منادٍ بينهم، واسم المنادي أفرايم من فتيان يوسف.
قال: {أَيَّتُهَا العير إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ} إناء الملك، فانقطعت ظهورهم، وساء ظنهم.
قوله تعالى: {قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِمْ} يعني: وأقبلوا إليهم: {مَّاذَا تَفْقِدُونَ} يعني: ماذا تطلبون: {قَالُواْ} يعني: قال النادي والغلمان: {نَفْقِدُ صُوَاعَ الملك} قال قتادة: إناء الملك الذي يشرب فيه.
وقال عكرمة: هو إناء من فضة.
وقال سعيد بن جبير: هو المكوك الفارسي الذي يلتقي طرفاه، وكانت الأعاجم تشرب فيه.
وروى سعيد بن حبير، عن ابن عباس أنه قال: كان إناء من فضة مثل المكوك، وكان للعباس واحد منها في الجاهلية.
وروي عن أبي هريرة أنه قرأ: {وَقَالَ الملك} يعني: الصاع الذي يكال به الحنطة.
وقرأ بعضهم: {وَقَالَ الملك}.
وقرأ يحيى بن عمرو: {وَقَالَ الملك} بالغين.
يعني: إناء مصوغًا.
وقراءة العامة: {صُوَاعَ الملك} يعني: الإناء وهي المشربة من فضة.
وكان الشرب في إناء الفضة مباحًا في الشريعة الأولى.
وأما في شريعتنا، فالشراب في إناء الفضة حرام.
ثم قال: {وَلِمَن جَاء بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ} يعني: قال المنادي: من جاء بالصوع، فله حمل بعير من بر،: {وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ} يعني: أنا كفيل بتسليمها إليه، لأن الملك يتهمني في ذلك.
{قَالُواْ تالله} يعني: قال إخوة يوسف والله: {لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ في الأرض} يعني: ما جئنا لنعمل بالمعاصي في أرض مصر، ونخون أحدًا.
{وَمَا كُنَّا سارقين} وكان الحكم في أرض مصر للسارق الضرب والتضمين، وكان الحكم بأرض كنعان، أنهم يأخذون السارق، ويسترقونه، ففوضوا الحكم إلى بني يعقوب، ليحكموا بحكم بلادهم: {قَالُواْ} يعني: المؤذن وأصحابه لأولاد يعقوب: {فَمَا جَزَاؤُهُ} يعني: فما جزاء السارق: {إِن كُنتُمْ كاذبين قَالُواْ} يعني: إخوة يوسف: {جَزَاؤُهُ} يعني: عقابه: {مَن وُجِدَ في رَحْلِهِ} يعني: في وعائه: {فَهُوَ جَزَاؤُهُ} يعني: الاستعباد جزاء سرقته: {كذلك نَجْزِى الظالمين} يعني: هكذا نعاقب السارق في سنة آل يعقوب.
{فَبَدَأَ} يعني: المنادي، ويقال: يوسف: {بِأَوْعِيَتِهِمْ} يعني: أوعية إخوته، وطلب في أوعيتهم: {قَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ} فلم يجد فيها.
وروى معمر عن قتادة أنه قال: كلما فتح متاع رجل، استغفر الله تائبًا مما صنع، حتى بقي متاع الغلام، فقال: ما أظن هذا أخذ شيئًا، قالوا: بلى، فاستبرأه، فطلب، فوجد فيه، فاستخرجها من وعاء أخيه، فلما استخرجت من رحله، انقطعت ظهور القوم، وتحيروا، وقالوا: يا بنيامين لا يزال لنا منكم بلاءً ما لقينا من ابني راحيل.
فقال بنيامين: بل ما لقي ابنا راحيل منكم، فأما يوسف فقد فعلتم به ما فعلتم، وأما أنا فسرقتموني.
قالوا: فمن جعل الإناء في متاعك؟ قال: الذي جعل الدراهم في متاعكم.
فسكتوا.
فذلك قوله: {ثُمَّ استخرجها مِن وِعَاء أَخِيهِ كذلك كِدْنَا لِيُوسُفَ} يعني: كذلك صنعنا ليوسف، والكيد: الحيلة.
يعني: كذلك احتلنا له وألهمناه الحيلة.
ثم قال: {مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ في دِينِ الملك} يعني: في قضاء ملك مصر، لأنه لم يكن في قضائه أن يستعبد الرجل في سرقته.
ثم قال: {إِلاَّ أَن يَشَاء الله} يعني: وقد شاء الله أن يأخذه بقضاء أبيه.
ويقال: ما كان يقدر أن يأخذ في ولاية الملك بغير حكم، إلا بمشيئة الله تعالى.
ويقال: إلا أن يشاء الله ذلك ليوسف.
ثم قال: {نَرْفَعُ درجات مَّن نَّشَاء} يعني: من نشاء بالفضائل.
وقرأ أهل الكوفة: {نَرْفَعُ درجات} بتنوين التاء.
وقرأ الباقون: {درجات مَّن نَّشَاء} بغير تنوين، على معنى الإضافة: {وَفَوْقَ كُلّ ذِى عِلْمٍ عَلِيمٌ} يعني: ليس من عالم إلا وفوقه أعلم منه، حتى ينتهي العلم إلى الله تعالى.
وروى وكيع، عن أبي معشر، عن محمد بن كعب، أن رجلًا سأل عليًا عن مسألة.
فقال فيها قولًا.
فقال الرجل: ليس هو كذا، ولكنه كذا.
فقال: عليّ أصبتَ وأخطأت: {وَفَوْقَ كُلّ ذِى عِلْمٍ عَلِيمٌ}.
وروي عن سعيد بن جبير، أن ابن عباس حدث بحديث، فقال: رجل عنده: الحمد لله: {وَفَوْقَ كُلّ ذِى عِلْمٍ عَلِيمٌ} فقال ابن عباس: إن الله هو العالم وهو فوق كل عالم. اهـ.